قتل الحسين رضي الله عنه من أعظم الذنوب والأسى عليه لا يكون بما حرم الله ورسوله

  • أ.د. عاصم القريوتي
  • 2917
نشر عبر الشبكات الإجتماعية

قتل الحسين رضي الله عنه من أعظم الذنوب

والأسى عليه لا يكون بما حرم الله ورسوله

روى مسلم في صحيحه (2408) عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: «أمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً، بين مكة والمدينة ،فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر،ثم قال: «أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر ، يوشك أن يأتى رسول ربى ، فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ،ثم قال: «وأهل بيتى أذكركم الله في أهل بيتى ، أذكركم الله فى أهل بيتى ، أذكركم الله فى أهل بيتى».

وروى البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي قال: كنت شاهداً لابن عمر وسأله رجلٌ عن دم البعوض؟ فقال ممن أنت؟ قال: من أهل العراق. قال انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت النبي {صلى الله عليه وسلم يقول:

” هُمَا رَيْحانتايَ من الدُّنيا” .

قال ابن حَجر رحمه الله : ” والمعنى أنَّهُما ممَّا أكرَمني اللهُ وَحَـبَاني به ؛ لأنَّ الأولادَ يُشَمُّونَ، ويُقَبَّلونَ، فكأنهم من جُملَةِ الرَّياحِـينِ، وقولُهُ “من الدُّنيا ” : أي نصيبَي من الرَّيحانِ الدُّنيَوي”.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية 4/ 337:

“والحسن والحسين من أعظم أهل بيته اختصاصا به، كما ثبت في الصحيح أنه أدار كساءه على علي وفاطمة وحسن وحسين ثم قال: “اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا».

ثم قال:

“ولا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحق لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله لكن قتله ليس بأعظم من قتل من هو أفضل منه من النبيين والسابقين الأولين ومن قتل في حرب مسيلمة وكشهداء أحد والذين قتلوا ببئر معونة وكقتل عثمان وقتل علي، لا سيما والذين قتلوا أباه علي كانوا يعتقدونه كافرا مرتدا، وأن قتله من أعظم القربات، بخلاف الذين قتلوا الحسين ; فإنهم لم يكونوا يعتقدون  كفره، وكان كثير منهم – أو أكثرهم – يكرهون قتله، ويرونه ذنبا عظيما، لكن قتلوه لغرضهم، كما يقتل الناس بعضهم بعضا على الملك.

وبهذا وغيره يتبين أن كثيرا مما روي في ذلك كذب، مثل كون السماء أمطرت دما، فإن هذا ما وقع قط في قتل أحد، ومثل كون الحمرة ظهرت في السماء يوم قتل الحسين ولم تظهر قبل ذلك ; فإن هذا من الترهات، فما زالت هذه الحمرة تظهر ولها سبب طبيعي من جهة الشمس، فهي بمنزلة الشفق.

وكذلك قول القائل: ” إنه ما رفع حجر في الدنيا إلا وجد تحته دم عبيط “.

هو أيضا كذب بين.انتهى

وقال ابن تيمية رحمه الله:

“صار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يحدث للناس بدعتين:
بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثى وما يفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنتهم وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب حتى يسب السابقون الأولون وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب وكان قصد من سن ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة فإن هذا ليس واجبا ولا مستحبا باتفاق المسلمين .
بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله.
وكذلك بدعة السرور والفرح وكانت الكوفة بها قوم من الشيعة المنتصرين للحسين وكان رأسهم المختار بن أبي عبيد الكذاب وقوم من الناصبة المبغضين لعلي رضي الله عنه وأولاده ومهم الحجاج بن يوسف الثقفي.
وقال:
والذي صح في فضله هو صومه وأنه يكفر سنة وأن الله نجى فيه موسى من الغرق.

وقال أيضا: لم يصح في عاشوراء إلا فضل صيامه.

قال حرب الكرماني قلت لأحمد بن حنبل الحديث الذي يروى من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته؟ فقال: لا أصل له.

وقال: كل ما يفعل فيه سوى الصوم بدعة مكروهة لم يستحبها أحد من الأئمة مثل الاكتحال والخضاب وطبخ الحبوب وأكل لحم الأضحية والتوسيع في النفقة وغير ذلك، وأصل هذا من ابتداع قتلة الحسين ونحوهم.
وقال أقبح من ذلك وأعظم ما تفعله الرافضة من اتخاذه مأتما يقرأ فيه المصرع وينشد فيه قصائد النياحة، ويعطشون فيه أنفسهم ويلطمون في الخدود ويشقون الجيوب ويدعون فيه بدعوى الجاهلية.

وقال:
السنة ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بريئة من كل بدعة فما يفعل يوم عاشوراء من اتخاذه عيدا بدعة أصلها من بدع النواصب.
وقال: ما يفعل من اتخاذه مأتم بدعة أشنع منها وهي من البدع المعروفة في الروافض. انتهى.

أقول:

وإن الأعمال الجاهلية التي يفعلها الرافضة في كربلاء وغيرها من النياحة والضرب واللطم وشق وسيل دماء تباكيا على قتل الحسين رضي الله عنه مما نهت عنه شريعة الإسلام.

وإن ما يفعلوه في عاشوراء يجمع بين شرين: ارتكاب ما نهى الله ورسوله عنه والإساءة الكبرى للإسلام بسبب لطمهم وعويلهم.

بل إن أعظم هدية ودعم يقدمه الرافضة في عاشوراء لغير المسلمين وللصد عن دين الإسلام ورحمته وسماحته وعلوه ما يصنعوه في مآتمهم مما هو منكر شرعا ولا يرضاه عقل سليم.

إغلاق

تواصل معنا

إغلاق