نجوى وذكريات للشيخ العلامة/ عبدالرحمن الوكيل –رحمه الله-

  • أ.د. عاصم القريوتي
  • 4905
نشر عبر الشبكات الإجتماعية

(نجوى وذكريات )

للشيخ العلامة/ عبدالرحمن الوكيل –رحمه الله-

رئيس جامعة أنصار السنة المحمدية سابقاً

أشبالَ نجدٍ سلامٌ من محبِّينا ***ونجدٌ قلبٌ بصافيْ الحُبِّ يروينا

كم ذا إلى قُربِكم آمالُنا ظَمِئَتْ***وكــم بأنسابِكُمْ رفَّـت أماليـنا

كُنَّا إذا ما الصَّبا رفَّت نُسائِلُها***عنكمْ، ونُودِعُها الأشواقَ تَصلينا

لعلَّ تُفضي إلى نجدِ بلَوعَتِنا***وحُرقةُ الشَّوقِ في داجي ليالينا

فنَجدُ للدينِ في إشراقِهِ وطنٌ***أهدى إلى الشرقِ أبطالاً ميامينا

جئنا إليه، فنِلنا فوق ما حَلَمَتْ***به المُنى ومَضَى بالبِرِّ، يُوْلينا

أشبالَ نجدٍ إخاءُ الدين يجمعُنا***ومنكمُ كان رَغمَ البَيْنِ يُدنينا

فاصَغوا إليَّ، إلى قلبٍ تُثيرُ به***كوامِنُ الوَجدِ ذكرى من مواضينا

نحنُ الأُولى، دينُنا حقٌّ، ونحن به***أسمى الخلائِقِ –مُذ كان الورى- دِينا

سُدنا به قبلُ ما في الأرضِ من أُممٍ***بالحقِّ والعدلِ نَبنيهِ، فيَبنيا

لم بنيغِ في الفتحِ تيجاناً ولا نَشَبا***ولا ممالكَ بالغلّات تأتينا

ولا أَناسيَّ نبيغِهِم لنا ذُلَلاً***ولكنْ أردنا لدينِ اللهِ تمكينا

حتى رفعنا لواءَ الحقِّ منتصِرا***على رفيعِ الذُرى واللهُ حامينا

دكّت جحافِلُنا الطُّغيانَ ما خَشِيَتْ***زلازِلَ البَغيِ أو منه براكينا

سلَ قيصرَ الرومِ، سَل كسرى وعصبتَهُ***وسَلْ جبابِرةً كانوا شياطينا

وسَلْ شُعوباً لهم كانت مُسخَّرةً***للجورِ يلْطِمُهم بالبَغيِّ عاثينا

سلهُم عن الفاتحين الغرِّ ما صنعوا***للعدل كانوا على حبٍّ موازينا

كانوا مشارقَ إيمانٍ ومعرفةٍ***ورحمةٍ لم تَذَرْ للبؤسِ مسكينا

بما دعاهمْ إليه اللهُ قد عَمِلوا***مُجاهدين على شوقٍ، مُصلِّينا

فأرسلَ النَّصرَ يَحْدُوهم بقُدرَتِهِ***فأصبحوا السّادةَ الصَّيدَّ الميامينا

ساروا على كل أرضٍ رحمةً وهُدىً***وفي سابقِ العُلا كانوا المُجَلِّينا

من هذه الأرضِ ساروا في جحافلِهم***إلى هدى اللهِ بالقرآنِ داعينا

فسَلْ شواطئَ أفرقيا وأندلساً***وسَلْ فرنسا وسلْ في نأيِها الصينا

سلها فثمَّتَ أمجادٌ لنا سلفت***فيها، وفوق الذُرى منها مَعالينا

آهاً لها ذكرياتٍ !!كم تعاونًّا***نبيتُ منها سياطُ الوجدِ تُفرينا

كُنّا وكانت لنا العلياءُ ساميةً***والنصرُ مركبَنا والمجدُ نوادينا

لا يُشرقُ العِزُّ إلاَّ من مشارِقنا***ولا العدالةُ إلا من مغانينا

ولا السَّماحةُ إلا من خلائِقِنا***ولا السَّعادةُ إلا في مجالينا

كُنَّا .. فصرنا إلى حالٍ مُروِّعةٍ***ألم تدسنا يهودٌ في فلسطينا ؟!

جاءت بذِّلَتِها تُردِي مَعَزَّتَنا***ونحن في غفلَةٍ تَمضي ليالينا

والغربُ يُغري يهودَ الشرِّ باغِيةً***بنا، ويَبغِي لها في الأرضِ تمكينا

يُمِدُّها بالذي تبغيهِ من قُدَرٍ***ونحنُ للغربِ مازِلنا موالينا

ونحن للغربِ أحلافٌ نُناصِرُهُ***وفي يَديْ بغيِهِ باتَتْ نَواصينا

واهاً لنا أُمةٌ يمشي العدُوُّ بها***جَوراً، وفوقَ أمانيها طواحينا

فإن شكونا إليه الجورَ، جاء لنا***بخادِعٍ مِنْ نِفاقِ الزُّورِ يُرضينا

ونصطفيه، ونُعلي مِن سماحَتِهِ***قَدراً، وكأنْ قد بلغنا منه ماشينا

لا تعجبوا إن لثَمنا منه خِنْجرَهُ***فــاللهُ عمّا اقــترفنــاهُ يجازينـا

كتابُهُ الحقُّ لسنا اليوم نَعرِفُهُ***إلا تمائِــمَ مِـن ذي الـعينِ تَحمينــا

أو في المقابِرِ نتلوهُ على ثمنٍ***بــه نـوادِبُ فوقَ القبرِ تُغرينــا

وسُنّةُ المصطفى بِتنا نُحاربُها***وهْيَ المنارُ إلى الرِّضوانِ يهدينا

وفي السُّفورِ دعاةُ الإثمِ قد فَجَروا***ومن هوى الكُفرِ يبغُونَ القوانينا

آهــاً لأُمتِنا عن دينِها رَغَبَتْ***وآهٍ لقوم قد سَنُّوا الهوى ديناً !!

أشبالَ نَجدٍ، ولي في الـدمعِ معذِرةٌ***إذا بكيتُ على أمجـادِ ماضينـا

ذا معقِلُ الدين، هذا قُدسُه، ولنا***فيه أمــانٍ تُنـاجيهــا أمانينــا

على التُقى شادَهُ عبـدُ العزيزِ (1)، ومَنْ***مثلَ الشيوخ (2)تُقىً ، أو مِثلِه دينا؟

محمــدٌ (3)خـادمُ القـــرآنِ تحسبـُـه***رُوحاً من الحق أو نورًا يسارينا

وللإدارة فيه ماجدٌ (4) ورعٌ***تلقى فضائلَ في أخلاقِهِ دينا

فانهضْ شبابَ الحِمى للدِّين، والتزموا***هداهُ، واعتصموا باللهِ بارينا

فانهض لنُصرتِهِ في كل ناحيةٍ***فكُلُّ وادٍ به الإسلامُ وادينا

كونوا له عدةً في كلِّ نائبةٍ***واستنهضوا الهِمَمَ الكُبرى لداعينا

ولنبذلِ الروحَ للرحمنِ إن عَصَفَت***وغْيَ الجهادِ وخُضْناها ميادينا

هذا البناءُ بعونِ اللهِ في غَدِهِ***يهدي عباقرةً تُحيي المُنى فينا

يهدي أُسوداً لدينِ اللهِ تَنْصُرُه***واللهُ للحقِّ يهديكم ويهدينا
——————————————————————

مع الشكر لأخينا الفاضل الشيخ عبدالله الهزاع على نشرها له.

……………………………………………………………………

(1) الملك عبدالعزيز آل سعود –رحمه الله-.

(2) من ألقاب الملك عبدالعزيز.

(3) الشيخ محمد بن إبراهيم –رحمه الله.

(4) الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم (أخوه) –رحمه الله-.

إغلاق

تواصل معنا

إغلاق