بأي دين وعقل الهجوم على مدرسة ببيشاور وقتل أزيد من 132 طفلا؟
إن الهجوم الذي نفّذه أمس الثلاثاء سبعة مهاجمين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة على مدرسة في مدينة بيشاور والذي أسفر عن مقتل أزيد من 132 طفلا وتسعة من الكادر التدريسي وجرح العشرات لهو من صنيع قتلة وسفاكي دماء وعديمي الرحمة.
ولا يمكن البتة أي ينسب هذا العمل الشنيع وأمثاله في ديار الإسلام من تقتيل وتدمير للمتلكات لعقل رشيد فضلا من أي ينسب للإسلام!.
وإن الإسلام بريء من هذه الأعمال وأشباهها براءة الذئب من دم يوسف، وإن قتل المسلمين والأطفال منهم من أعظم الباطل والكبائر، بل إن هذا لَمِن الصدِّ كلَّ الصدِّ عن الدين وتعاليمه، وعن الاستقامة عليه بهيئة فاقت بكثير ما يقوم به أعداء الإسلام بالمسلمين في بعض الديار.
وإذا كان ترويع المسلم محرّم شرعا بل حتى الحيوان لا يجوز ترويعه كما في المستدرك على الصحيحين للحاكم عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ومررنا بشجرة فيها فرخا حمرة فأخذناهما قال: فجاءت الحمرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تصيح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من فجع هذه بفرخيها؟» قال: فقلنا: نحن. قال: «فردوهما» فكيف بأطفال المسلمين منهم؟
وأين هم من قول الله تعالى:
(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
رحم الله من مات وصبر أهاليهم، وهدى من ضلّ مِن عباده، وإنا لله وإنا إليه راجعون.