تنبيهات بخصوص الأحداث الأخيرة من بعض الأثيوبيين الأحباش في السعودية

  • أ.د. عاصم القريوتي
  • 6369
نشر عبر الشبكات الإجتماعية

تنبيهات بخصوص الأحداث الأخيرة من بعض الأثيوبيين الأحباش في السعودية

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه، وبعد..

روى  البخاري عن  أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :

“يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ”.

وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:

“اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلاَّ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ”.

رواه أبو داود وأحمد والحاكم وقال:هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه وأقره الذهبي وأصله في البخاري كما سبق.

ورجح شيخنا الألباني تحسينه في السلسلة الصحيحة حديث 772.

وعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ:

“دَعُوا الْحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ”

 رواه أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي.

وأود أن أشير بخصوص الأحداث الأخيرة من بعض الأثيوبيين الأحباش من إفساد في السعودية  إلى التنبيهات التالية:

1- معنى اتركوهم ما تركوكم:  أي مدة تركهم لكم فلا تتعرضوا لهم إلا إن تعرضوا لكم، وقد وضعه الإمام أبو داود ضمن: ” باب فى النَّهْىِ عَنْ تَهْيِيجِ التُّرْكِ وَالْحَبَشَةِ “.

وفي “عون المعبود”:

“ذكر الخطابي رحمه الله الجمع بين قوله تعالى : {قاتلوا المشركين كافة} وبين هذا الحديث أن الآية مطلقة والحديث مقيد فيحمل المطلق على المقيد ويجعل الحديث مخصصا لعموم الآية كما خص ذلك في حق المجوس فإنهم كفرة ومع ذلك أخذ منهم الجزية لقوله صلى الله عليه وسلم ” سنوا بهم سنة أهل الكتاب “.

وقال الطيبي رحمه الله : ويحتمل أن تكون الآية ناسخة للحديث لضعف الإسلام .

وأما تخصيص الحبشة والترك بالترك والودع فلأن بلاد الحبشة وغيرهم بين المسلمين وبينهم مهامه وقفار فلم يكلف المسلمين دخول ديارهم لكثرة التعب وعظمة المشقة وأما الترك فبأسهم شديد وبلادهم باردة والعرب وهم جند الإسلام كانوا من البلاد الحارة فلم يكلفهم دخول البلاد ، فلهذين السرين خصصهم ، وأما إذا دخلوا بلاد المسلمين قهرا والعياذ بالله فلا يجوز لأحد ترك القتال لأن الجهاد في هذه الحالة فرض عين وفي الأولى فرض كفاية ذكره القاري ، وقال : وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى حيث قال : “ما تركوكم” انتهى .

2- ليس من منهج أهل السنة و الجماعة تنزيل الأحاديث و الآثار الواردة في الفتن على الأفراد.

3-  .من أكبر الأخطاء المعاصرة تعميم الأحكام على الجنسيات والقوميات والقبائل والجماعات نتيجة أخطاء بعض أفرادها.

4- لا ننسى بلالا الحبشي رضي الله عنه.

وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم على ملك الحبشة النجاشي رحمه الله كما في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه خرج إلى المصلى فصف بهم وكبر أربعا.

وفي رواية: نعى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي صاحب الحبشة يوم الذي مات فيه فقال: “استغفروا لأخيكم”.

ولا ننسى أيضا هجرة من هاجر من الصحابة رضي الله عنهم فراراً بدينهم من المشركين إلى الحبشة.

5- من الأحباش عدد من النصارى والوثنيين، ولا أستبعد أن عددا من  الجرائم والشغب الذي حصل منهم.

6-   مِن المسلمين من إخواننا الأحباش مَن يستنكر ما قام به بنو جنسهم من شغب، بل منهم من يتعاون مع الجهات الأمنية في الإبلاغ عما يريده غير المسلمين من القيام  به من إفساد.

ختاما:

أسأل الله أن يحفظ ديار الحرمين وكافة المسلمين وبلادهم من كل شر، وأن يحقق فيها الأمن وأن يقيهم من  سائر الفتن والمحن .

 

إغلاق

تواصل معنا

إغلاق