سوانح من سيرة شيخنا الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

  • أ.د. عاصم القريوتي
  • 3084
نشر عبر الشبكات الإجتماعية

الحلقة الثالثة: من اختراعات الإمام الألباني العلمية الدنيوية
ذكرت في الحلقة الماضية أن شيخنا الألباني رحمه الله بدأ بمهنة النجارة ولكنها لم تناسبه، ثم أخذ شيخنا الألباني عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها.
وأن مهنة الساعات علمته الدقة في علم الحديث كما يقول رحمه الله، ووفرت له وقتاً جيداً للمطالعة والدراسة.
والدقة تجدها عند شيخنا في جوانب عديدة منها: الصناعة الحديثية، المحافظة على المواعيد ، الدقة في الحوار، الدقة في الملاحظة في بنائه لمنزله، بُعد نظراته وآراؤه الثاقبة.
كما اقترح شيخنا الألباني رحمه الله فيما لما كان عضو في المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية فيما بعد تفتح أقسام مهنية بالجامعة ليتعلمها الطلبة للكسب حتى لا يكون طالب العلم عالةً على الوظيفة.

وقد أتحفني اليوم أحد الفضلاء بالرسالة التالية:
من اختراعات الإمام الألباني العلمية الدنيوية
جمع وترتيب أبي معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي

قال الأستاذ محمود رضا مراد مجلة الدعوة عدد 1717 شعبان 1420 “وإلى جانب تمرس الشيخ في العلوم الشرعية ، فقد حذق في علوم دنيوية كتصليح الساعات وتصميم الأجهزة
1 – فقد صعد بي مرة إلى سطح بيته فأراني جهازا لتسخين المياه بحرارة الشمس صممه بنفسه ، وهو عبارة عن عن صندوق مسطح أشبه ما يكون بعلبة الكبريت _ وليس بحجمها طبعا_ مطلية بالقار يمر فيها الماء البارد ، فيمتص القار حرارة الشمس فترتفع حرارة الماء فيندفع يصب إلى أعلى ليصب في الانبوب الرئيس الذي يمد منافع البيت بالماء الساخن يظل الماء يحتفظ بحرارته مهما بردت حارة الجو.
2 – كما صمم مزولة لمعرفة أوقات الصلاة .
3 – ولكن ما يلفت انتباه الزائر هو الرافعة التي صممها لنفسه لتحمله من الطابق الأرضي حتى الطابق العلوي حيث كان يشق على الشيخ صعود الدرج لضخامة حجمه ، وهي عبارة عن قاعدة يقف عليها يرفعها كابل معدني بواسطة محرك يشبه (الدينمو) فإذا ضغط زر ارتفعت القاعدة إلى أعلى أو أسفل حسب مكان القاعدة!) .اهـ
.4 – قال عصام هادي في كتابه ( الألباني كما عرفته ) ص :19:
“واللهِ يا شيخنا إنك لبارع وذكي حتى في الصناعات، ولا أدلّ على ذلك من هذا الدوّار الذي تضع فيه كتبك – وهو دوّار كان شيخنا يضع عليه الكتب المهمة والتي يُكثِر من تناولها مثل ” تهذيب الكمال ” و ” تهذيب التهذيب ” و”تاريخ البخاري ” و ” الجرح والتعديل ” وغير ذلك من كتب التراجم – ، فما كان من شيخنا إلاّ أن قال لي :
” يا أستاذ، للإنصاف هذا ليس من ابتكاري، فقد رأيته عند الشيخ أحمد شاكر، لكن بحجم أصغر، وأنا كبّرته ” .
فتأمّل حفظك الله كيف لمثلي بل ولمن هو أكبر سنًّا منّي أن يعلم أن شيخنا أخذ
فكرة الدوّار من الشيخ أحمد شاكر، ومع ذلك لم يسع شيخنا السكوت، بل أبان لي الأمر حتى لا أبقى معتقداً أن الدوار من أفكاره .
اهـ .
بل إن الشيخ رحمه الله كان يدري بعمل القابلة التي تولّد النساء، فقد ولّد
زوجته بنفسه وأنجبت ابنه محمداً، كما ذكر عصام هادي عنه في كتابه (الألباني كما عرفته) ص 104

ومن اختراعات الإمام أيضاً ما ذكره أبو خالد السلمي فقال :
من تلك النوادر:
ما حدثني به الشيخ الفاضل الدكتور فاروق السامرائي رئيس قسم أصول الفقه بكلية الشريعة جامعة اليرموك ( سابقا ) وهو ممن له صلات عائلية بأهل الشيخ الألباني ، وكان يزور الشيخ في بيته ، وزاره الشيخ في بيته كذلك ، حدثني أن الشيخ كان يربي في بيته أنواعا من الطيور كالبط والدجاج والحمام يأكل منها رحمه الله هو وأهل بيته ، وقد احتاج الشيخ وأهله إلى السفر للعمرة لمدة أسبوعين ، فصنع الشيخ الألباني بيده ومن تصميمه جهازاً في غاية البراعة مؤقتا ومبرمجاً بحيث إنه في ساعة محددة يومياً يفرغ في كل قفص أنواعا معينة وكمية محددة من الحبوب لكل نوع من الطير ، وكذلك في أوقات محددة يومياً يصب هذا الجهاز كميات من الماء في آنية الطيور ، فسافر الشيخ ورجع والطيور على ما يرام تأكل وتشرب في
الأوقات المحددة!
وكذلك ما حدثني به غير واحد من أن الشيخ قد صنع بنفسه مصعداً داخلياً وتولى تصميمه وتنفيذه بيده وكان يستعمله في منزله للصعود من الطابق السفلي إلى الطابق العلوي.اهـ.
وقال د . عبد العزيز السدحان في كتابه ” الإمام الألباني، دروس ومواقف وعبر “ص 111 / ط . دار التوحيد للنشر:
كان في منزل الألباني طيورٌ، وكان مكان الطيور يُبعد عن شرفته قرابة عشرين متراً، وقد وضع ماسورة – أنبوب نقل السوائل – طرفها عند شرفته ونهايتها في مكان الطيور، فكان يضع الحب في رأس الماسورة فينزل إلى الطيور، وإذا أكل شيئاً من الحبّ أو اللوز وما شاكله جعل ما بقي من فضلاته في رأس الماسورة لينزل إلى الطيور . اهـ .

وقال د . عبد العزيز السدحان ص 111:
“كان في منزله في عمّان شجرة تين،وكان يأخذ ثمر التين منها وهو جالسٌ في شرفة المنزل، وذلك عن طريق عصا طويلة من ابتكاره،
وذلك أنه جعل العصا مقسّمة متداخلة بحيث يتحكّم في طولها وقصرها حسب اختياره،ووضع في نهايتها كأساً مدبّبة حادّة، بحيث يسقط فيها التين إذا مسّه برأس تلك العصا.اهـ.
انتهت رسالة الشيخ مازن البحصلي جزاه الله خيرا .
أقول:
وأتحفني أخي عبدالله ابن فضيلة الشيخ علي خشان رحمه الله لما أرسلت له الرسالة السابقة بما يلي:
” رحمه الله ، وقد شاهدت كثيرا من ذلك بنفسي.
وأزيدك أنه صمم بابا يقفل لغرفتين، فإذا أراد ضم الغرفة الصغرى للكبرى أقفل الباب من جهة الغرفة الكبرى للصالة، وإن أراد فصلهما أدار الباب للجهة الثانية”.
رحم الله شيخنا الألباني وغفر له.

أعلى النموذج

 

إغلاق

تواصل معنا

إغلاق