عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي بِه عِلْماً سَلَكَ الله له طَرِيقاً إِلَى الْجَنّةِ, وَإِنّ المَلاَئِكَةَ لتَضَعُ أَجْنَحِتَهَا رِضًى لِطَالِبِ العِلْمِ بِمَا يَصْنَعُ, وَإِنّ العَالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ في السّمَواتِ وَمَنْ في اْلأَرْضِ حَتّى الْحِيتَانُ في المَاءِ, وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ, كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ, وإِنّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ, وإنَّ الاْنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً, وإِنّمَا وَرّثُوا الْعِلْمَ, فَمَنْ أَخَذَ بِهِ فَقَدْ أَخَذَ بِحَظٍ وَافِرٍ»
رواه الترمذي :كتاب العلم، باب ما جاء في فضل النفقة على العبادة (2682)، وأبوداود:كتاب العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (3641)، وابن حبان (1/289ح88)، وابن ماجة في” المقدمة” باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (223) من طريق عاصم بن رجاء عن داود بن جميل – وليس الوليد بن جميل كما جاء في طبعة الترمذي – وساقه الترمذي عن شيخه محمود بن خداش البغدادي حدثنا محمد بن يزيد الواسطي حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة عن قيس بن كثير عن أبي الدرداء به , ولكن قال عقبه: “ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة وليس هو عندي بمتصل هكذا، حدثنا محمود بن خداش بهذا الإسناد، وإنما يروي هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن الوليد بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصح من حديث محمود بن خداش ورأي محمد بن إسماعيل هذا أصح” انتهى، وداود بن جميل وكثير بن قيس ضعيفان، (انظر: التقريب 1788و5624).
وأعله الدارقطني في “العلل” (6 / ص 216) رقم 1083 بالاضطراب في سنده.
وأطال ابن الملقن في “البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير”(7 /ص 587) الكلام عليه وصححه، وذكر ابن حجر في “التلخيص الحبير”(3/164) أن له شاهداً قوياً.
وحسن الحديث شيخنا الألباني في “صحيح الترغيب والترهيب” (1 / ص 17) لغيره. وذكر شيخنا العلامة عبد المحسن العباد في شرحه لسنن أبي داود (ص 246) أن بعض جمل هذا الحديث جاءت في أحاديث أخرى، فالجملة الأولى جاءت ضمن حديث لأبي هريرة في صحيح مسلم (7028)، وكذلك بعض الجمل فيه جاءت متفرقة في بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما جاء في “صحيح البخاري” معلقاً في باب العلم قبل القول والعمل؛ قول الله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) فبدأ بالعلم، وأن العلماء هم ورثة الأنبياء؛ ورثوا العلم، من أخذه أخذ بحظ وافر.
وقال ابن الجوزي في “العلل المتناهية”(1 / 79): وروي هذا الحديث: “العلماء ورثة الأنبياء” بأسانيد صالحة.