فتنة أمتي المال
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا»– ويشير إلى صدره ثلاث مرات- «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه»
وقوله صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام» إخبار من الصادق الأمين بتحريم دماء وأموال وأعراض المسلمين وهو معلوم من الشرع علما قطعيا.
ومن يتعامل بالمال وخاصة بالعمل الخيري قلّما يسلم من الفتنة بسببه أو القيل والقال -إلا من ثبّته الله – وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:
(إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال). رواه أحمد والترمذي.
والفتنة في المال تكون باعتبارات عدة منها:
الانصراف عن القيام بواجبات الدين في العبادات والمعاملات والأخلاق، ومنها بالحصول عليه بطرق غير مشروعة لم يأذن بها الله كالربا والغش والخداع والتدليس في البيع، ومنها ما هو أكل للمال بالباطل، ومنها التصرف به في غير ما خُصّص له من أصحابه.
ولهذا ينأى بعض الفضلاء بنفسه عن الأمور المالية في الجمعيات والهيئات الخيرية خشية الفتنة وبعدا عن القيل والقال.
وقد يُتّهم بعض النزهاء بالتصرف بالأموال على غير وجهها، والواجب التثبت، وعدم النيل من العاملين بالأموال باتهامهم دون بينات جلية كالشمس لأن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.
وفقني الله وإياكم لكل خير، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.