قال النووي رحمه الله: «وإذا استخار مضىٰ بعدها لما ينشرح له صدره، والله أعلم»
الأذكار، ص(111).
وقال عن حديث أنس الذي فيه: «ثم انظر إلىٰ الذي سبق إلىٰ قلبك، فإن الخير فيه»:”إسناده غريب فيه من لا أعرفهم”.
وانظر: بذل المجهود (7/396).
وتعقبه الحافظ ابن حجر رحمه الله بقوله:
«وهذا لو ثبت لكان هو المعتمد لكن سنده واهٍ جدًّا، والمعتمد أنه لا يفعل ما ينشرح به صدره مما كان له هوًىٰ قوي قبل الاستخارة، وإلىٰ ذلك أشار بقوله في حديث أبي سعيد: «ولا حول ولا قوة إلا بالله».
فتح الباري (11/189).
وقال الشيخ كمال الدين محمد بن علي بن عبد الواحد بن الزملكاني :
«إذا صلىٰ الإنسان ركعتي الاستخارة لأمر، فليفعل بعدها ما بدا له، سواء انشرحت نفسه له أم لا؛ فإن فيه الخير، وإن لم تنشرح له نفسه قال: وليس في الحديث ما يدل علىٰ اشتراط انشراح النفس».
طبقات الشافعية الكبرىٰ (9/206.
وقال الشيخ محمد بدر عالم رحمه الله :
«واعلم أنه قد نبه العلماء قديمًا وحديثًا علىٰ أن لا يشترط في الاستخارة أن يرىٰ المستخير رؤيا أو يكلمه متكلم أو يلقىٰ في روعه شيء، ولكن الله تعالىٰ يحدث في قلبه جنوحًا أو ميلًا إلىٰ جانب ينشرح به صدره ويستقر عليه؛ ثم قال: «ولو كان كذلك – أي جنوح القلب والانشراح – لَعَلَّمه فيه أن يدعو ربه بأن يصرف الله قلبه إلىٰ الأصلح، وليس فيه ذلك، وإنما أن يصرف عنه السوء ويقدر له الخير حيث كان».
البدر الساري إلىٰ فيض الباري (2/247، 248).
وقال شيخنا العلامة محمد عطاء الله حنيف – رحمه الله -:
« ليس في شيء من طرقه ذكر النوم بعد الاستخارة واطلاع ما هو خير له في رؤياه، وإنما نبهت علىٰ هذا؛ لأن كثيرًا من الناس يزعمون أن الاستخارة استخبار من الله تعالىٰ، واستطلاع منه، فاخترعوا لها ضوابط لم يبينها رسول الله ﷺ، ثم إذا لم يروا فيه رؤيا، فيطلبون الاستخارة من غيرهم ممن يظنونه من أهل الصلاح، ولعمري إن صنيعهم هذا من جنس الكهانة التي نهىٰ عنها رسول الله ﷺ ومناف لغرض شرعية الاستخارة».
التعليقات السلفية علىٰ سنن النسائي (2/67).
إذن فالاستخارة: «التوكل قبل الفعل والرضا بعده، فمن توكل علىٰ الله قبله، ورضي بالمقضي له بعده – فقد قام بالعبودية».
التعليقات السلفية علىٰ سنن النسائي (2/67).
فالمرء قد توكل علىٰ الله العزيز وسلَّم تسليمًا كاملًا بما يختاره الله له أنه هو الخير، سواءٌ انشرحت له نفسه قبل ذلك أم لا، وجزم بيقين كامل أن ما قَدَّره الله له هو الخير له في الدارين عاجلًا وآجلًا، وهذا من تمام العبودية لله عز وجلّ.
وسبق أن ذكرت أن ثيام بعض الناس إذا لم ير أحدهم في المنام رؤيا فيطلب الاستخارة من غيره ممن يُظنُّ أنه من أهل الصلاح، أو غير ذلك من جنس الكهانة التي نهىٰ عنها رسول الله ﷺ ومناف لغرض شرعية الاستخارة، التي حفيقتها توكل على الله قبل الفعل ورضا بما يقدره الله بعد الفعل، فمن توكل علىٰ الله قبله، ورضي بالمقضي له بعده – فقد قام بالعبودية الحقة لله.
وصلىٰ الله وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وعلىٰ آله وصحبه.
أعلى النموذج