من مسائل عيد الأضحى المبارك وأحكامه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله و صحبه ومن والاه وبعد:
فهذه جملة مختصرة من أحكام عيد الأضحى المبارك وفضائله مستمدة من الكتاب والسنة وما عليه السلف -أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين بالسعادة والعزة والخير والبركات والمجد- مع التنبيه على بعض البدع والمعاصي التي تقع في أيام العيد.
فأقول وبالله التوفيق:
فضيلة عيد الأضحى وأيام التشريق
قال الله تعالى: (فصل لربك وانحر).
وقال عز وجل: (واذكروا الله في أيام معدودات).
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله ج 3 ص521:
(( روى ابن مردويه من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: “الأيام المعلومات التي قبل
يوم التروية ويوم التروية ويوم عرفة، والمعدودات أيام التشريق” إسناد صحيح، وظاهره إدخال يوم
العيد في أيام التشريق.
وقد روى ابن أبي شيبة من وجه آخر عن ابن عباس: “أن المعلومات يوم النحر وثلاثة أيام بعده” ورجح
الطحاوي هذا لقوله تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) فإنه
مشعر بأن المراد أيام النحر. انتهى
و هذا لا يمنع تسمية أيام العشر معلومات، ولا أيام التشريق معدودات، بل تسمية أيام التشريق معدودات
متفق عليه لقوله تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات) وقد قيل: إنها إنما سميت معدودات؛
لأنها إذا زيد عليها شيء عد ذلك حصرا أي في حكم حصر العدد والله أعلم.
وروى البخاري في صحيحه رقم 969 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: “مَا الْعَمَلُ فِي
أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ” قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ، قَالَ: “وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ”.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (ج3 ص523 الطبعة الإماراتية):
قوله: (ما العمل في أيام أفضل منها في هذه) كذا لأكثر الرواة بالإبهام , ووقع في رواية كريمة عن
الكشميهني: “ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه” وهذا يقتضي نفي أفضلية العمل في أيام
العشر على العمل في هذه الأيام إن فسرت بأنها أيام التشريق -وسميت أيام التشريق لأنهم كانوا يشرقون
اللحم أي ينشرونه ليجف في الشمس ليتزودوا به –، وعلى ذلك جرى بعض شراح البخاري، وحمله على
ذلك ترجمة البخاري المذكورة فزعم أن البخاري فسر الأيام المبهمة في هذا الحديث بأنها أيام التشريق،
وفسر العمل بالتكبير لكونه أورد الآثار المذكورة المتعلقة بالتكبير فقط .
وقال ابن أبي جمرة: الحديث دال على أن العمل في أيام التشريق أفضل من العمل في غيره، قال : ولا يعكر
على ذلك كونها أيام عيد كما تقدم من حديث عائشة، ولا ما صح من قوله عليه الصلاة والسلام: “أنها أيام
أكل وشرب” كما رواه مسلم؛ لأن ذلك لا يمنع العمل فيها، بل قد شرع فيها أعلى العبادات وهو ذكر الله
تعالى، ولم يمنع فيها منها إلا الصيام . قال: وسر كون العبادة فيها أفضل من غيرها أن العبادة في أوقات
الغفلة فاضلة على غيرها، وأيام التشريق أيام غفلة في الغالب فصار للعابد فيها مزيد فضل على العابد في
غيرها كمن قام في جوف الليل وأكثر الناس نيام، وفي أفضلية أيام التشريق نكتة أخرى وهي أنها وقعت
فيها محنة الخليل بولده ثم من عليه بالفداء، فثبت لها الفضل بذلك. ا هـ
ثم قال الحافظ عقبه: وهو توجيه حسن إلا أن المنقول يعارضه، والسياق الذي وقع في رواية كريمة شاذ مخالف لما رواه أبو ذر وهو من الحفاظ عن الكشميهني شيخ كريمة بلفظ: “ما العمل في أيام أفضل منها في هذا العشر” وكذا
أخرجه أحمد وغيره عن غندر عن شعبة بالإسناد المذكور . ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة
فقال: “في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة” وكذا رواه الدارمي عن سعيد بن الربيع عن شعبة. ووقع
في رواية وكيع المقدم ذكرها: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام” يعني أيام
العشر، وكذا رواه ابن ماجه من طريق أبي معاوية عن الأعمش، ورواه الترمذي عن رواية أبي معاوية
فقال: “من هذه الأيام العشر” بدون يعني، وقد ظن بعض الناس أن قوله: “يعني أيام العشر” تفسير من
بعض رواته، لكن ما ذكرناه من رواية الطيالسي وغيره ظاهر في أنه من نفس الخبر. وكذا وقع في رواية
القاسم بن أبي أيوب بلفظ: “ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى”
وفي حديث جابر في صحيحي أبي عوانة وابن حبان: “ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة”
فظهر أن المراد بالأيام في حديث الباب أيام عشر ذي الحجة، لكنه مشكل على ترجمة البخاري بأيام التشريق
ويجاب بأجوبة:-
أحدها : أن الشيء يشرف بمجاورته للشيء الشريف، وأيام التشريق تقع تلو أيام العشر، وقد ثبتت الفضيلة لأيام العشر
بهذا الحديث فثبتت بذلك الفضيلة لأيام التشريق.
ثانيها : أن عشر ذي الحجة إنما شرف لوقوع أعمال الحج فيه , وبقية أعمال الحج تقع في أيام التشريق كالرمي والطواف
وغير ذلك من تتماته فصارت مشتركة معها في أصل الفضل، ولذلك اشتركت معها في مشروعية التكبير في كل منها،
وبهذا تظهر مناسبة إيراد الآثار المذكورة في صدر الترجمة لحديث ابن عباس كما تقدمت الإشارة إليها.
ثالثها: أن بعض أيام التشريق هو بعض أيام العشر وهو يوم العيد، وكما أنه خاتمة أيام العشر فهو مفتتح
أيام التشريق، فمهما ثبت لأيام العشر من الفضل شاركتها فيه أيام التشريق، لأن يوم العيد بعض كل منها بل
هو رأس كل منها وشريفه وعظيمه، وهو يوم الحج الأكبر.
ثم قال الحافظ رحمه الله:
وفي الحديث تعظيم قدر الجهاد وتفاوت درجاته وأن الغاية القصوى فيه بذل النفس لله.
وفيه تفضيل بعض الأزمنة على بعض كالأمكنة.
وفضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها من أيام السنة، وتظهر فائدة ذلك فيمن نذر الصيام أو علق عملا من
الأعمال بأفضل الأيام ، فلو أفرد يوما منها تعيين يوم عرفة ، لأنه على الصحيح أفضل أيام العشر المذكور، فإن أراد أفضل
أيام الأسبوع تعين يوم الجمعة، جمعا بين حديث الباب وبين حديث أبي هريرة مرفوعا: “خير يوم طلعت فيه الشمس
يوم الجمعة” رواه مسلم. أشار إلى ذلك كله النووي في شرحه، وقال الداودي: لم يرد عليه الصلاة والسلام أن هذه
الأيام خير من يوم الجمعة، لأنه قد يكون فيها يوم الجمعة، يعني فيلزم تفضيل الشيء على نفسه. وتعقب بأن المراد أن
كل يوم من أيام العشر أفضل من غيره من أيام السنة سواء كان يوم الجمعة أم لا، ويوم الجمعة فيه أفضل من الجمعة
في غيره لاجتماع الفضلين فيه .
ثم نبه الحافظ على أن ما رواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق عدي بن ثابت في حديث ابن عباس “
فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير ” وفي رواية عدي من الزيادة ” وأن صيام يوم منها يعدل صيام سنة ,
والعمل بسبعمائة ضعف ” وللترمذي من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ” يعدل صيام كل يوم منها
بصيام سنة , وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر ” أن إسناده ضعيف , وكذا الإسناد إلى عدي بن ثابت .
هذا عيدنا أهل الإسلام
روى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وَعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاذَفَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ
مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ مَرَّتَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا
الْيَوْمُ”. ورواه مسلم أيضا .
وروى البخاري برقم 950 أيضا عن عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي
جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ مِزْمَارَةُ
الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: “دَعْهُمَا” فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا
فَخَرَجَتَا وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ فَإِمَّا سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِمَّا قَالَ
تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ وَهُوَ يَقُولُ دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ
حَسْبُكِ؟ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَاذْهَبِي.
وبوب البخاري في صحيحه وقال فيه:
باب إِذَا فَاتَهُ الْعِيدُ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَكَذَلِكَ النِّسَاءُ وَمَنْ كَانَ فِي الْبُيُوتِ وَالْقُرَى لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: “هَذَا عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ” هكذا ذكر البخاري الحديث تعليقا .
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله قي فتح الباري: “قوله: (لقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا عيدنا أهل الإسلام) هذا الحديث لم أره هكذا، وإنما أوله في حديث عائشة في قصة المغنيتين، وقد تقدم في ثالث الترجمة
من كتاب العيدين بلفظ: “إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا” وأما باقيه فلعله مأخوذ من حديث عقبة بن عامر
مرفوعا: “أيام منى عيدنا أهل الإسلام” وهو في السنن وصححه ابن خزيمة، قلت: ولفظ الترمذي عَنْ عُقْبَةَ
بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ
وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ.
وروى الترمذي بسنده عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا وَعِنْدَهُ يَهُودِيٌّ، فَقَالَ: لَوْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ عَلَيْنَا لَاتَّخَذْنَا يَوْمَهَا عِيدًا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِي يَوْمِ عِيدٍ فِي يَوْمِ جُمْعَةٍ وَيَوْمِ عَرَفَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ
عَبَّاسٍ.
سنن العيد و آدابه:
1-التكبير أيام العيد وهي يوم النحر (يوم العيد العاشر من ذي الحجة)
لما في البخاري عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا حَتَّى نُخْرِجَ
الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ.
ويستمر التكبير أيام التشريق وهي الأيام الثلاثة التي بعد يوم العيد (الحادي عشر والثاني عشر والثالث
عشر من ذي الحجة).
وأما وقته فهو من ليلة العيد إلى آخر أيام التشريق، وأما للحاج فيبدأ من صبح يوم عرفة، قال الحافظ في الفتح:
ج3 ص828: “وأصح ما ورد فيه – أي التكبير – عن الصحابة قول علي وابن مسعود إنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام
منى أخرجه ابن المنذر وغيره والله أعلم.
وصيغة التكبير الثابتة عن الصحابة هي :
(الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا)
و (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد)
قال الحافظ في الفتح: ج3 ص828: “وأما صيغة التكبير فأصح ما ورد فيه: ما أخرجه عبدالرزاق بسند صحيح عن سلمان قال: “كبروا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا” .
ونقل عن سعيد بن جبير ومجاهد وعبد الرحمن بن أبي ليلى أخرجه جعفر الفريابي في “كتاب العيدين” من
طريق يزيد بن أبي زياد عنهم وهو قول الشافعي و زاد: “ولله الحمد” وقيل يكبر ثلاثا ويزيد: “لا إله إلا الله
وحده لا شريك له”، وقيل يكبر ثنتين بعدهما “لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد” جاء
ذلك عن عمر وعن ابن مسعود نحوه وبه قال أحمد وإسحاق .
وقد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها” انتهى كلامه رحمه الله
وبهذا يظهر أن ما عدا ذلك من صيغ التكبير والزيادات التي نسمعها في كثير من مساجد العالم هذه الأيام
مما لا تصح عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم..
2- الاغتسال لصلاة العيد.
3- لبس أحسن الثياب والتطيب لما رواه البخاري برقم 948 أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ
إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ
بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ” فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ
اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ وَأَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْجُبَّةِ
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ”.
4-عدم الأكل قبل الصلاة و الأكل من الأضحية بعد العودة لمن كان مضحيا، إذ: كان النبي لا يخرج يوم الفطر
حتى يطعم ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي. رواه الترمذي
6- الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر.
7- صلاة العيد في المصلى إذ هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة في المسجد لسبب أو لآخر
جائزة .
8- اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء حتى الحيض و العواتق وذوات الخدور لما جاء في
البخاري 980 عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ كُنَّا نَمْنَعُ جَوَارِيَنَا أَنْ يَخْرُجْنَ يَوْمَ الْعِيدِ فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ قَصْرَ
بَنِي خَلَفٍ فَأَتَيْتُهَا فَحَدَّثَتْ أَنَّ زَوْجَ أُخْتِهَا غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً فَكَانَتْ أُخْتُهَا
مَعَهُ فِي سِتِّ غَزَوَاتٍ فَقَالَتْ فَكُنَّا نَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى وَنُدَاوِي الْكَلْمَى فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَى إِحْدَانَا بَأْسٌ
إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَنْ لَا تَخْرُجَ فَقَالَ لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا فَلْيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ
حَفْصَةُ فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ أَتَيْتُهَا فَسَأَلْتُهَا أَسَمِعْتِ فِي كَذَا وَكَذَا قَالَتْ نَعَمْ بِأَبِي وَقَلَّمَا ذَكَرَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَتْ بِأَبِي قَالَ لِيَخْرُجْ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ أَوْ قَالَ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ شَكَّ أَيُّوبُ
وَالْحُيَّضُ وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى وَلْيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ فَقُلْتُ لَهَا الْحُيَّضُ قَالَتْ نَعَمْ أَلَيْسَ
الْحَائِضُ تَشْهَدُ عَرَفَاتٍ وَتَشْهَدُ كَذَا وَتَشْهَدُ كَذَا .
9- ليس للعيد سنة قبلية ولا بعدية روى البخاري برقم 989 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا وَمَعَهُ بِلَالٌ وإنما إذا صليت في المسجد صلى المرء تحية المسجد.
10- صلاة العيد ركعتان يكبر في الأولى سبع تكبيرات قبل الفاتحة عدا تكبيرة الإحرام وفي الثانية خمس
تكبيرات عدا تكبيرة الإحرام وتوضع السترة للإمام في المصلى .
11- الاستماع إلى الخطبة التي بعد صلاة العيد وهي سنة ثابتة ومن شاء انصرف بعد الصلاة .
12- موعظة الإمام للنساء يوم العيد.
13- أداء الأضحية، روى ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا) .
ووقت الأضحية يبدأ من بعد صلاة العيد لما رواه البخاري برقم 951 عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَقَالَ: “إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ فَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا”.
ومن ذبح قبل الصلاة فهي لحم ولم تجزأه وعليه الإعادة لما رواه البخاري برقم 954 عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ”.
وأما وقت انتهائها فهو غروب يوم الثالث عشر من ذي الحجة .
14- التهنئة بالعيد وليس هناك شيء من السنة يثبت عن رسول الله في ذلك إلا ما جاء عن جبير بن نفير قال كان
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل منا ومنك. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: إسناده حسن.
15- الأخد من الشعور المطلوب إزالتها وقص الأظفار بعد الأضحية لمن شاء لأن من أراد الأضحية كان عليه
أن يمسك عن ذلك لما جاء في صحيح مسلم برقم 1977 أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: “إذا رأيتم
هلال ذي الحجة و أراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره و أظفاره”.
بدع العيد:
1- النداء له بالصلاة جامعة ونحو ذلك إذ لم يكن لها أذان ولا إقامة ولا نداء ب الصلاة جامعة في عهد
الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- الزيادة في التكبير على الصيغ الواردة عن الصحابة كما سبق.
3- التكبير بالعيد بالمسجد أو المصلى بالصيغ الجماعية على شكل فريقين يكبر الفريق الأول ويجيب الفريق
الآخر وهذه طريقة محدثة والمطلوب أن يكبر كل واحد بانفراد ولو حصل اتفاق فلا ضير و أما على الطريق
المسموعة يكبر فريق و الآخر يستمع حتى يأتي دوره فهو بدعة.
4- زيارة القبور يوم العيد وتقديم الحلوى و الورود و الأكاليل و نحوها على المقابر كل ذلك من البدع.
وأما زيارة القبور فهي مندوبة بدون تخصيص موعد محدد.
5- تبادل بطاقات التهاني المسماة (بطاقة المعايدة) أو كروت المعايدة فهذا من تقليد النصارى وعاداتهم
ولقد سمعت شيخنا العلامة الألباني تغمده بالرحمة نبه على ذلك.
6- القيام ليلتي العيد وأما حديث: “مَنْ قَامَ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ” فرواه
ابن ماجه والبيهقي و في اسناده إبراهيم بن محمد بن ابي يحيى الاسلمي قال النسائي والدارقطني متروك.
ومن معاصي العيد:
1- تحريم صيام يوم العيد وأيام التشريق التي عقبه إلا أنه في أيام التشريق رخص للمتمتع إن لم يجد الهدي
أن يصومها .
2- تزين بعض الرجال بحلق اللحى يوم العيد إذ الواجب إعفاؤها في كل وقت وحلقها حرام تدل عليه
النصوص وباتفاق الأئمة الأربعة.
3- المصافحة بين الرجال و النساء الأجنبيات (غير المحارم) إذ هذا من المحرمات والكبائر.
4- ومن الإسراف المحرم بذل الأموال الطائلة في المفرقعات والألعاب النارية دون جدوى ، وحري أن
تصرف هذه المبالغ على الفقراء والمساكين والمحتاجين وما أكثرهم وما أحوجهم!.
5-انتشار ظاهرة اللعب بالميسر والمقامرة في بعض الدول يوم العيد وخاصة عند الصغار وهذا من الكبائر
العظيمة فعلى الآباء مراقبة أبنائهم وتحذيرهم من ذلك .
6- الغناء الماجن والفاحش واستعمال الموسيقى. وأما الغناء ذو المعاني الجميلة الطيبة فجائز للنساء
بالدف لما سبق عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وَعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاذَفَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مِزْمَارُ
الشَّيْطَانِ مَرَّتَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا الْيَوْمُ”.
هذا ما أردت ذكره في هذه العجالة
تقبل الله منا ومنكم