منظومة رائعة في ردِّ الاستغاثة بغير الله
بعنوان: مولانا
لفضيلة الشيخ خليل سليمان حفظه الله
أَريحي الهوى يا أمَّ شَمْعٍ ومِشْعَل ****
على كلِّ قبرٍ دارسٍ أو مُجَلَّلِ…
فلستُ بِراجٍ قبرَ مَنْ كنتُ زائراً ****
أقبرَ وَلِيٍّ كان أم قبرَ مُرْسَلِ ….
فَمَنْ يَرْجُ أو يَنْزِلْ بِمَيْتٍ فإنَّما ****
رَجائي بِحَيٍّ لا يموتُ ومَنْزِلي ….
فيا راجياً غَوْثَ الرِّفاعيِّ دَهْرَهُ ****
متى جاءَ غَوْثٌ مِنْ تُرابٍ وجَنْدَلِ…..
فلو كان غَيَّاثاً لما احتاجَ حُفْرَةً ****
تَقيهِ وُحوشاً إنْ تَنَلْ منهُ تَأكُلِ……
ِفَدَعْ مَيِّتاً يحتاجُ لِلقبرِ واستغِثْ ****
بِحَيٍّ كريمٍ مُنْعِمٍ مُتَِّفَضِّلِ…
ويا أيُّها الرّاجي حُسَيْناً لِكَرْبةٍ ****
أ ترجو لِكَرْبٍ مَنْ أُصيبَ بِكَرْبَلِ …..
فَلَوْلا حُسَينٌ كان يَمْلِكُ نَجْدَةً ****
لَأنْجَدَ نَفْساً منهُ في ضَنْكِ مَنْزِلِ….ِ
فَدَعْ كَرْبَلِيّاً واستَغِثْ بِمُهَيْمِنٍ ****
بِهِ الكَرْبُ يُمْحى والبَلِيّاتُ تَنْجَلي……
ويا أيُّها الرّاجي عَلِيّاً لِقُوَّةٍ ****
أتَرجو القُوى مِمَّنْ تَقَوّى بِجَحْفَلِ…..
فلو كان يَسْتَغْني عنِ الجُنْدِ ساعةً ****
لما ظَلَّ يشكو منهمُ كلَّ تِنْبَلِ……
فما لِعَلِيٍّ لَمْ يَلِ البَأْسَ وَحْدَهُ ****
وما لِعَلِيٍّ وَحْدَهُ الحربَ لَمْ يَلِ……
وما لِعَلِيٍّ لَمْ يَقِ القتلَ نفسَهُ ****
بِعاقِبةٍ جارَتْ عليهِ بِمَقْتَلِ……..
فَخَلِّ ضعيفاً دونَ حولٍ وقُوَّةٍ ****
وبِاسْمِ القَوِيِّ الحقِّ سَبِّحْ وحَوْقلِ…..
ِويا راجياً عيسى لِرِزْقٍ ومَأْكَلٍ ****
متى كان عيسى فَيْضَ رِزْقٍ ومَأْكَل…..ِ
فها هُوَ عيسى يسألُ اللهَ ربَّهُ ****
كما جاءَ في إنجيلِ عيسى المُنَزَّلِ……
ِهُوَ القائلُ ارزقنا كَفافاً إلهَنا ****
لَكَ عن رزّاق عيسى بِمَغْفَل….
ِفَدَعْ سُؤْلَ عَبْدٍ ليس يَمْلِكُ رِزْقَهُ ****
وَأَمِّلْ بِرَبٍّ فوقَ سُؤْلِ المُؤَمِّل……ِ
وَيا مَنْ يُرَجّي المصطفى لِبَلائِهِ ****
لقد سِرْتَ ضِدَّ المصطفى فَتَمَهَّلِ…….
فَما المصطفى كَرْبَ العبادِ بِكاشفٍ ****
ولا المُصطفى حالَ الورى بِمُحَوِّلِ…….
فَلَوْ كانَ منهُ الأمرُ كانَ شَفى ابنَهُ ****
وألقى الهدى في قلبِ عَمٍّ مُضَلَّلِ …..
ِفلا تَدْعُوَنَّ المصطفى وَادْعُ قادراً *****
بِكافٍ ونونٍ مِنْهُ هَمُّكَ يَنْجَلي……
هُوَ اللهُ رَبُّ الكونِ والكونُ عَبْدُهُ ****
فلا تَسْألَنَّ العبدَ واللهَ فَاسْألِ…..
ِهُوَ اللهُ مولانا لهُ المُلكُ وَحْدَهُ *****
وليسَ لِغَيْرِ اللهِ حَبَّةُ خَرْدَلِ*****