دعاء ختم القرآن في الصلاة نظرة فقهية
-
أ.د. عاصم القريوتي
-
2575
نشر عبر الشبكات الإجتماعية
دعاء ختم القرآن في الصلاة نظرة فقهية
تغريدات عبر الحساب الرسمي في تويتر لفضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله:
اختلف العلماء فيه على قولين:
الأول: أنه غيرمشروع وقد نص الحنفية والمالكية على كراهيته وأفتى بهذا جماعة من العلماء المعاصرين.
قال ابن عثيمين: لا أصل له.
ولهم حجج منها:
أ- لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة.
ب- أنه لم يكن عليه عمل الناس في المدينة قال مالك: ماسمعت أنه يدعو عند ختم القرآن وماهو من عمل الناس.
ج- أنه عبادة توقيفية ولا توقيف.
الثاني: أنه مشروع مستحب ويكون عقب الفراغ من القراءة قبل الركوع وترفع فيه الأيدي. نص على ذلك الشافعية والحنابلة وأمر به أحمد وأفتى به جماعة من أهل العلم كابن تيمية وابن القيم وابن عبدالوهاب وابن باز.
ولهم حجج منها:
أ- أنه روي عن عثمان رضي الله عنه
ب- أنه عمل قديم في مكة وبعض الأمصار قال أحمد: “رأيت أهل مكة يفعلونه وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم”
وقال العباس بن عبدالعظيم: “كذلك أدركنا الناس بالبصرة”
ج- القياس على فعله خارج الصلاة حيث ثبت عن أنس أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله فدعا.
رواه سعيد والدارمي.
د- لا ينطبق عليه حد البدعة لأن سببه لم يقم في زمن الوحي فلم يختم النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ولذلك لم يرد عنه أنه دعا.
الراجح في نظري القول الأول لقوة تعليلهم ولأن تعليل القول الثاني لا يقوى على إثبات عبادة فحمى العبادة قوي فلا تثبت بأدنى دليل.
وما روي عن عثمان لا يثبت، وعمل بعض الأمصار ليس حجة ويقابله نقل مالك عدم عمل الناس به، والقياس لايصح للفارق المؤثر.
تنبيه: المسألة اجتهادية وبكل قول قال جبال من العلماء بالسنة فلا ينبغي التشديد فيها والتبديع والتنقص وانماهو البحث العلمي فقط.
من رأى الدعاء فلا حرج عليه ومن رأى متابعة إمامه فلا حرج عليه ومن رأى تركه فهو الأصوب ومن رأى الانفصال عن إمامه في آخر تسليمه فحسن ولا يخرج بهذا عن كونه قام مع الإمام حتى انصرف لأن انفصاله للمانع الشرعي فيكتب له ما نواه لولا المانع.
بتتبع كلام السلف والأئمة الأوائل الذين يرون الدعاء لم نجد عندهم الدعاء المشهور فيجب عدم التزامه قال الإمام أحمد: ادع بماشئت.