عبدالملك بن الشيخ الداعية سعود الدحيم
شاب حافظ للقرآن.
يدرس في جامعة الملك سعود سافر لأمريكا ليتقوى في اللغة
وجاءه القبول ليكمل دراسته هناك ولكنه آثر الرجوع ليكمل دراسته في المملكة بين والديه وإخوانه وأخواته
جاء وقت الحج هذا العام فاستأذن والديه لقضاء فريضة الحج فأذنا له ورافق والده الداعية طوال أيام الحج
وفي يوم عرفة أطفأ جواله وانشغل بالعبادة والدعاء إلى أن غربت الشمس
إلى أن جاء يوم الثاني عشر فخرج متعجلا ليرمي الجمرات وفي الطريق ومع حرارة الشمس سبّل 11كرتون ماء لتوزع على الحجاج ثم رمى بعد الزوال وسار إلى مكة وطاف الوداع وأتم حجه
ثم اتجه إلى مطار جدة وفيه اجتمعت معه على طاولة واحدة وتجاذبت معه أطراف الحديث وكانت رحلته العاشرة ليلا ورحلتي الحادية عشرة وكان مثالا في الأدب والخلق والدين
حان موعد إقلاع رحلته فودعني ومضى
وصل إلى بيت والده الثانية عشرة ليلا ليجد والده قبل الحج
قد جهز له مفاجأة وهي عبارة عن سيارة جديدة ففرح بها كثيرا
دخل على والدته وإذا هي وأخواته قد أعدوا له حفلة بمناسبة السيارة الجديدة وعودته من الحج سالما
واحتفل مع أمه وأخواته لمدة ساعة
ثم ركب سيارته الجديدة ليزور أخته الكبيرة وركب معه أخواته الأربع الغير متزوجات والحافظات لكتاب الله وطفلتين صغيرتين
وفي طريقه مر بتقاطع وتوقف عنده وإذا بذاك المخمور المسرع يرتطم بأحد الأرصفة ثم يرتطم بسيارة عبدالملك وأخواته
وصلت سيارة الأسعاف لكن ملك الموت كان أقرب وأسرع منها فحمل أرواح الخمسة إلى رب كريم رؤوف رحيم
خرج أخوه من البيت ورأى تجمع الناس واقترب من الحادث فكانت الصدمة
رأى سيارة أخيه وحولها خمس جثث مغطاة فلم يتمالك نفسه وانفجر بالبكاء مع الحمد والاسترجاع
واتصل بأخيه ليخبر الأم التي تنتظر رجوع الخمسة
أخبروها الخبر بالتدرج فتساءلت مفجوعة: كل الخمسة الذين معي في البيت لم يبق منهم أحد؟! قالوا نعم كل الخمسة، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى
ثم اتصلوا بوالدهم في مكة فأخبروه الخبر الذي نزل عليه كالصاعقة القوية
ولكن إيمانه كان أقوى فحمد الله واسترجع ورضي بالقدر؛ يرجو رحمة ربه ورضاه وبيت الحمد في الجنة
أدوا عليهم صلاة الميت بعد صلاة الجمعة ودفنوا جمعيا تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم الفردوس ووالدينا وجميع أحبابنا وألهم ذويهم الصبر والسلوان والأجر الجزيل
إنا لله وإنا إليه راجعون
لنعتبر ولنعد لهذا اليوم عدته بالعمل الصالح وأعظمه التوحيد والمحافظة على الصلاة (وخصوصا صلاة الفجر) في وقتها وبخشوع وخضوع. ومع الجماعة في المساجد بالنسبة للرجال.
اللهم اهدنا وأحسن لنا الخاتمة
كتبها/ فهد بن محمد السليم