ثبت أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ:
«ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»
أخرجه أبو داود والنسائى فى ” السنن الكبرى ” وعنه ابن السنى والدارقطنى وغيرهم.
كان (إذا أفطر) أي من صومه.
(قال) أي بعد الإفطار.
(ذهب الظمأ) بفتحتين، وهو العطش.
“وابتلت العروق” أي بزوال اليبوسة الحاصلة بالعطش. ولم يقل وذهب الجوع لأن أرض الحجاز حارة فكانوا يصبرون على قلة الطعام لا العطش.
قال القاضي: هذا تحريض على العبادة يعني زال التعب وبقي الأجر.
“وثبت الأجر” أي زال التعب وحصل الثواب.
وهذا حث على العبادات، فإن التعب يسير لذهابه وزواله، والأجر كثير لثباته وبقائه.
قال الطيبي: ذكر ثبوت الأجر بعد زوال التعب استلذاذ، ونظيره قوله – تعالى – حكاية عن أهل الجنة {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور}.
“إن شاء الله” متعلق بالأخير على سبيل التبرك، ويصح التعليق لعدم وجوب الأجر عليه – تعالى، أو لئلا يجزم كل أحد فإن ثبوت أجر الأفراد تحت المشيئة، ويمكن أن يكون إن بمعنى إذ فتتعلق بجميع ما سبق.
وثيوت الأجر إن شاء الله بأن يقبل الصوم ويتولى جزاءه بنفسه كما وعد سبحانه {إن الله لا يخلف الميعاد}
وقال الطيبي: قوله ثبت الأجر بعد قوله ذهب الظمأ استبشار منه لأنه من فاز ببغيته ونال مطلوبه بعد التعب والنصب وأراد اللذة بما أدركه ذكر له تلك المشقة ومن ثم حمد أهل الجنة في الجنة.