عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
“بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلانِ فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ، فَأَتَيَا بِي جَبَلا وعرا،
فَقَالَا: اصْعَدْ،
حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ، فَإِذَا أَنَا بِصَوْتٍ شَدِيدٍ،
فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ؟
قَالَ: هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ.
ثُمَّ انْطلق بِي، فَإِذا أَنا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا.
فَقلت: مَن هَؤُلَاءِ؟
قيل: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ.
ثُمَّ انْطلق بِي،
فَإِذا أَنا بِقوم أَشد شَيْء انتفاخا، وأنتنه ريحًا، وأسوأه منْظرًا،
قلت: مَن هَؤُلَاءِ ؟
قَالَ :الزانون والزواني.
ثمَّ انْطلق بِي،
فَإِذا أَنا بنساء ينهش ثَدْيَهُنَّ الْحَيَّاتُ.
قُلْتُ: مَا بَالُ هَؤُلاءِ ؟
قِيلَ: هَؤُلاءِ اللاتِي يَمْنَعْنَ أَوْلادَهُنَّ أَلْبَانَهُنَّ.
ثُمَّ انْطَلَقَ بِي ،
فَإِذَا أَنَا بِغِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ بَيْنَ نَهْرَيْنِ.
قلت: من هَؤُلَاءِ؟
قيل: هَؤُلاءِ ذَرَارِيُّ الْمُؤْمِنِينَ.
ثُمَّ شَرَفَ بِي شَرَفًا ، فَإِذَا أَنَا بِثَلاثَةٍ يَشْرَبُونَ مِنْ خَمْرٍ لَهُمْ،
قلت: مَن هَؤُلَاءِ؟
قَالُوا: إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى وهم ينتظرونك”.
رواه النسائي وابن حبان والبيهقي والحاكم وانظر “سلسلة الأحاديث الصحيحة ” رقم 3591 (7/ 1671).
وقال شيخنا العلامة الألباني رحمه الله:
“هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمداً قبل حلول وقت الإفطار، فكيف يكون حال من لا يصوم أصلاً؟! نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة”.
قلت: وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صامه».
رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه والدارمي وقال الترمذي: سمعت محمدا يعني البخاري يقول. أبو الطوس الراوي لا أعرف له غير هذا الحديث.
وذكره شيخنا الألباني له ثلاث علل في “ضعيف أبي داود” – الأم (2/ 275)وقال:
” قد أخرجه الطبراني في “الكبير” (2/3/39) بإسنادين: أحدهما حسن عن ابن مسعود؛ موقوفاً عليه… نحوه، فلعل هذا أصل الحديث- موقوفٌ -. فوهِم بعض الرواة عن أبي هريرة فرفعه. والله تعالى أعلم”.